الجمعة، 1 مايو 2015

جمعة مباركة

ﻣﻤّﺎ ﺃﺗﺬﻛّّﺮﻩ ﻣﻦ ﺻﻐﺮﻱ .. ﺃﻧّﻲ ﺍِﺳْﺘَﻤﻌﺖُ ﻳﻮﻣﺎً ﻟﺸﺮﻳﻂ ﺳﻤﻌﻲ ﻷﺣﺪ " ﺍﻟﺪُﻋﺎﺓ " ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠُﻤﻌـﺔ ﻭﺧُﻄﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ، ﺃﺗﺬﻛّﺮ ُ ﺟﻴﺪﺍً ﺃﻧّﻪ ﻗﺎﻝَ ﺍﻟﺨُﻄﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﺒﻚ ِ ﺍﻟﻤُﺼﻠّﻴﻦ ﻭﺗﺠﻌﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻳُﻐﻤﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛّﺮ ﺑﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺨُﻄﺒﺔ ﻣﺴﺠﺪ .. ﺃﻥّ ﺍﻟﺨُﻄﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗَﺤﻀُﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ُ ﻣُﺪﻭﻳﺔ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤُﻐﻤﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ .. ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺨُﻄﺒﺔ ﺇﻣﺎﻡ !! ﻣﺎﺯﻟﺖُ ﺃﺗﺬﻛﺮُ ﺟﻴﺪﺍً ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻉِ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸّﺮﻳﻂ ..
ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻮﻑ ﻭﻫﻠﻊ .. ﻭﻋﺪﻡ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ .. ﺗﻜﻮّﻥ ﻟﺪﻱّ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘُﻪ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ " ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ " ﻫﺎﺟﺲ ﻏﺮﻳﺐ ﻭﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﻇﻠّﺖ ﺗﻌﺞّ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻲ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ، ﻛﻨﺖُ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻧﺎ ﺃﺫﻫﺐُ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ﻷﻧّﻲ ﺃﺣﺐّ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺅﻣﻦ ﺑﻪ ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﻠﻢ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ .. ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪُ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﺸﺤﻮﻥ .. ﺑﻜﻞّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ .. ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺃﺗﻌﻠّﻢ ﻣﻦ ﺇﻣﺎﻡ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻬﻠﻊ ﻭﺍﻹﻏﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ! ،، ﻛﻨﺖُ ﻓﻲالمسجد ﺃﻟﺘﻔﺖُ ﺇﻟﻰ ﻛﻞّ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﺃﺗﺮﻗّﺐ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪﺙ ُ .. ﻛﻴﻒ ﺳَﻴَﺒْﻚِ ِ ﺍﻟﻤُﺼﻠّﻮﻥ ﻭﻳُﻐﻤﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻣﺘﻰ ﺳﺘﺄﺕِ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﺼﻠّﻴﻦ ﺍﻟﻤُﻨﻬﺎﺭﻳﻦ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ! .. ﻛﺎﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻱ ﻳﻨﺤﺼﺮُ ﻓﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﻮﺣﺶ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﻮّﻥ ﻟﺪﻱّ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﻌﺘُﻪ ﺧﺎﺻّﺔ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺗﺒﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻼﺇﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﻛﺄﻧّﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺑﻤﺮﻛﺰ ﺷﺮﻃـﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻱ !
ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺑﻔﻀﻞ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺃﻫﻤّﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟّﺴّﻔﺮ ﺍﻟﺤُﺐّ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ..ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻲ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻣﻌﻬﺎ ﺗﻔﺘّﺢ ﻋﻘﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ.. ﻭﺃَﺷْﺮَﻕ َ ﻭَﻋﻴُﻪ .. ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺛﻖ ﺃﻭﻻ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻲ .. ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﻭﻳﺮﺍﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ .. ﻭﺃﻥّ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺤﺐّ ، ﺃﻥّ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﻳُﻘﺎﺱُ ﺃﺑﺪﺍ ً ﺑﺤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻻ ﺑﺄﺋﻤﺘﻪ ﻭﻻ ﺑﺨﻄﺒﻬﻢ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺃﺭﻓﻊ ﻭﺃﺳﻤﻰ ،، ﺃﻥّ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺼﺒﺎﺡ ٌﺇﻥ ﺍﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﺎﺭَﺕ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﻭﺟﻮﻫﻨﺎ .. ﻭﺇﻥ ﺍﺑﺘﻌﺪﻧـﺎ ﻋﻨﻪ ﺃﻇﻠَﻤَﺖ ! ْ~
ﺟُﻤﻌﺔ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻳﺎ ﺭﻓﺎﻕ ْ~

بقلم منير سعيدي


السبت، 4 أبريل 2015

عاصفة الحزم


ﺷَﺠَﺘْﻚ ﺍﻟﻌﻴﺲُ ﺣﻨَّﺖْ ﺇِﺛﺮَ ﻋِﻴﺲ ﻓَﺎﻟﻘَﻮْﻡَ ﺃﻧَﺎﺧُﻮﺍ ﻋِﻴﺴَﻬﻢ ﻭﺍﺳْﺘَﺒْﺪَﻟُﻮﺍ ﺑِﺎﻟﻌِﻴﺲْ ﻋِﻴﺲْ
ﻏَﻴّﺮُﻭﺍ ﺣُﻤْﺮَ ﺍﻟﺪِﻣَﺎ ﺑِﺤَﻤْﺮَﺍﺀَ ﺧَﻨْﺪَﺭِﻳﺲْ ﺑَﺪَّﻟﻮﺍ ﺭِﺑَﺎﻁَ ﺍﻟﺨَﻤِﻴﺴَﻴﻦِ
ﺑﺎﻟﺴَﻬَﺮ ﻟَﻴْﻞ ﺍﻟﺨَﻤِﻴﺲ، ﻗﻮﻡ ﺇِﺫَﺍ ﻻﻗﻮﺍ ﺃﻫﻠﻬﻢ ﺣﻤﻲﺍﻟﻮﻃﻴﺲ
ﻭﺇﺫﺍ ﺗَﻼَﻗَﻮﺍ ﺑِﺎﻟﻌِﺪَﻯ ﻻ ﺗَﺴْﻤَﻊ ﻟَﻬُﻢ ﺭِﻛْﺰﺍ ﻭﺣَﺴِﻴﺲ،
ﺃﺣَﺎﻟْﻮُﺍ ﺟِﻨَﺎﻥْ ﺍﻷﺭْﺽِ ﻗَﺤْﻄﺎً ﻣَﺮْﻣَﺮِﻳﺲ ﺗﻔﺎﻧﻮﺍ ﻭﺩَﻗﻮﺍ ﺑَﻴﻨﻬﻢ ﻋِﻄﺮ ﻣَﻨْﺸَﻢٍ ﻃَﺴْﻢ ﻭﺟَﺪِﻳﺲْ .

ﺍﻋﺮﻑ ﺃﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ، ﻭﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻻ ﺍﻋﺮﻑ ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﻓﺜﻼﺛﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺑﺎﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﺎﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻇﻬﺮ ﻓﺠﺄﺓ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻡ، ﻭﻣﻊ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻏﻴﺮ ﺫﺍﺕ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻤﻬﺎ ﺍﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ
ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻛﻜﻞ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﺎﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﻣﺴﺒﺒﺎﺕ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ ﻭﺳﺒﺐ ﻓﺸﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ.
ﺍﻟﺮﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗَﻮﺣﺪﺕ ﻟﺘﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻓﻲ "ﺫﻱ ﻗﺎﺭ " ﺗﺘﺤﺪ ﻟﺘﺤﺎﺭﺑﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ " ﺫﻱ ﻗﺎﺕ " ، ﻓﺎﻟﻌﺮﺏ ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻻ ﻳﺘﻔﻘﻮﺍ ‏(ﺍﻻ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ‏) ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ .... ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻋﺠﺰ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﺮﻟﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻋﺠﺰ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻌﺠﺰﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﻴﺪ نفسه ﻟﻀﻌﻒ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﺑﻞ ﻟﺘﻤﺘﻌﻪ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺑﺔ , ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺎﺭﺑﺖ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻳﺎﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻭﺗﺤﺎﺭﺏ ﻓﻴﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﻲ ﺳﻲ، ﻭﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﺣﺎﺭﺏ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺍﻵﻥ ﻳﺤﺎﺭﺏ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻃﺮﻳﺪ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺗﺤﺎﺭﺏ ﻣﻊ ﻭﺿﺪ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺤﺮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ، ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ ﺗﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﻣﻴﻞ ﻭﺗﺤﺎﺭﺏ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻻ ﻳﺤﺎﺭﺑﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻷﻧﻬﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻢ ﻭﻣﻦ ﺫﻭﻱ
ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ .
ﻓﺎﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ‏( ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ‏) ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ‏( ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ‏) ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻣﺸﺮﻑ ﻓﻨﺤﻦ ﻻ ﻧﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻔﺘﺢ ﻟﻬﺎ ﻣﺠﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﻭﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻄﻞ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺳﻴﻜﺘﻔﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﻮﻥ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﻟﺼﻴﺪ ﺍﻟﺤﺒﺎﺭ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻳﺲ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﻩ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﻢ ﻳﻴﺄﺱ ﺑﻌﺪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻴﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﻓﻤﻦ ﺯﻣﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﻒ ﺍﻟﻰ ﺯﻣﻦ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ " Expo 2020 " ﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﺸﻴﻊ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ ﺍﻻﻥ ﺣﻴﺚ ﻳﺼﻴﺢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ": ﻳﺎ ﺣﺴﻴﻦ ﻳﺎ ﺣﺴﻴﻦ ﻳﺎ
ﺣﺴﻴﻦ ﺑﺎﺭﺍﻙ ﺃﻭﺑﺎﻣﺎ "

بقلم كريم سعيدي


الجمعة، 3 أبريل 2015

بشرى سعيدة "للذكور"

بشرى ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺗﺄﺫﺕ ﻏﺮﺍﺋﺰﻫﻢ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻟﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻜﺒﺖ .. ﺫﻫﺐ ﺳﺮﺍﺑﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻰ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺙ ﺿﺠﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻭ ﺃﺳﻘﻂ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺻﺪﻭﺭﻩ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺜﺎﻗﻔﻴﻦ . ﻓﺎﺗﻀﺢ ﺟﻠﻴﺎ ﺃﻥ ﺷﻌﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭ ﻭ ﻭ .... ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻨﻬﺎ –ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﻫﻢ - ﺻﻮﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ,ﺃﻱ ﺑﺸﻘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮﻱ ﻭ ﺍﻻﻧﺜﻮﻱ , ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ - ﺍﻷﻧﺜﻮﻱ - ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻌﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺿﻤﻦ ﺧﺎﻧﺔ "ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ " ﻭ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ .
ﻧﻈﺮﺓ ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺠﺪﻳﺪ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﺓ ﻟﻜﻞ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﻨﺰﻋﺎﺕ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ – ﺑﻮﻋﻲ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻧﻪ - ﻓﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺑﻴﺾ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻀﻄﻬﺪﻭﻥ ﺳﻮﺩﻫﺎ ﻭ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻣﻨﺎﺩﺍﺗﻬﻢ
ﺑﻨﻈﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ‏( ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻳﻌﻮﺩ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭ اﻷﺳﻮﺩ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻣﻨﺰﻭﻉ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﺃﻭ ﻣﺨﻔﻀﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ , ﺧﻠﻖ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺳﻴﺪﻩ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺒﺴﻂ ﻣﺰﺍﺟﻪ ﻭ ﻟﻠﻜﺪﺡ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ‏) .
ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻭ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺪﺗﻬﻢ اﻟﻈﺮﻭﻑ ﻋﺒﻴﺪﺍ .. ﻭ ﺑﻴﻦ ﻫﺘﻠﺮ ﺑﻨﻈﺮﻳﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻵﺭﻱ ﻭ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﺟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ .. ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ‏(ﺷﻌﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ‏)
ﻭ ﺑﻘﻴﺔ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻭ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻒ.. ﻭ ﻫﻠﻢ ﺟﺮﻯ ..
ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺮﻯ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻟﺨﺪﻣﺘﻪ ﻭ ﺍﺷﺒﺎﻉ ﻏﺮﺍﺋﺰﻩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺲ ﻋﻦ ﻣﻜﺒﻮﺗﺎﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻋﻘﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭ ﺍﻻﺫﻻﻝ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻧﺤﻔﻈﻬﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ﺑﺤﺬﺍﻓﻴﺮﻫﺎ , ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺗﺮﺩﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻨﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﺓ ﻣﻨﺬ ﻋﺼﻮﺭ ﺍﺛﺮ ﺍﻱ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺤﺮﻙ ﻣﻬﻤﺎ ﻫﺰﻟﺖ : ﻧﻮﺍﻳﺎ ﻣﺸﺒﻮﻫﺔ , ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﻫﺪﺍﻣﺔ, ﻣﺆﺍﻣﺮﺍﺕ ﺍﺟﻨﺒﻴﺔ , ﺃﻳﺪ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ,
ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‏( ﺳﻴﺎﺳﻲ/ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‏) , ﺩﻋﻮﺍﺕ ﻣﻐﺮﺿﺔ , ﺗﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ , ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ‏( ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ/ﺍﻟﺰﻭﺝ‏) , ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﻝ " ﺗﻤﺎﺳﻚ " ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ, ﺍﻓﻜﺎﺭ ﺩﺧﻴﻠﺔ ...ﺍﻟﺦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻧﻌﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﻫﺪﻓﺎ ﻏﻴﺮ ﺣﻔﻆ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺗﺠﺒﺮ ﻭ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻭﺍﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﻭ ﺗﺴﻠﻂ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺎﺏ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺗﺒﻌﻴﺘﻬﻢ ﻭ ﺧﻀﻮﻋﻬﻢ ﻭ ﺍﺫﻋﺎﻧﻬﻢ ﻭ
ﺧﺮﺳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ ﺍﻟﻤﻬﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺰﺭﻳﺔ , ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺓ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻻﻧﺎﺙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﺫﺍﺗﻬﺎ .. ﻓﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻩ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﺿﻌﻒ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﻭ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭ ﺣﻘﻮﻗﻪ " ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ " ﻭﺟﺪ ﺣﻠﻘﺔ ﺃﺿﻌﻒ ﻣﻨﻪ ﻫﻲ ﺃﻧﺜﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ﻭ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ "ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ " .
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻔﺬ ﺃﻣﻞ ﺑﺴﻴﻂ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺗﻌﺸﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺤﻴﻢ ﺑﻠﻎ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﺪﻭﺩﻩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺑﻬﻢ ﻛﻞ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﻫﻞ, ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻓﻬﻦ ﺑﻴﻦ ﻧﺪﺭﺓ ﺗﻤﻠﻜﻦ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ , ﻭ ﻗﻠﺔ ﺗﻌﺸﻦ
ﻣﻊ ﺭﺟﺎﻝ ﺭﺍﻋﻮﺍ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﺿﻤﻴﺮﻫﻢ ﻭ ﺗﻌﻔﻔﻮﺍ ﻋﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻠﺆﻡ ﻭ ﺍﻟﺨﺴﺔ , ﻭ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﻟﻘﻨﺘﻬﻦ ﺫﻛﻮﺭﺓ ﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ "ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ " ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻀﺎﺀﻝ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ
ﻟﺘﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺣﻴﻮﻧﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺎﺳﻤﻪ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺷﻜﻮﻯ.
ﺃﻣﺎ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻ ﺑﺼﻼﺡ ﺃﺳﺎﺳﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ , ﻓﻠﻦ ﻳﺘﻢ ﺍﻻ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﺘﻨﻊ ﺍﻧﺎﺛﻪ ﻗﺒﻞ ﺫﻛﻮﺭﻩ ﺃﻧﻬﻦ ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ﺗﻜﻦ ﺃﻭ ﻻ ﺗﻜﻦ , ﻭ ﺃﻥ ﺟﺪﺍﺭﺗﻬﻦ ﺑﺼﻔﺔ "ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ " ﻻ ﺗﻘﺎﺱ ﺑﻤﺪﻯ ﺍﺟﺎﺩﺗﻬﻦ ﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﺦ ﻭ ﺍﻟﻐﺴﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺦ ﻭ ﺍﻟﻜﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻒ
‏( ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻮﺏ ﻋﻨﻬﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺘﻔﻮﻕ ﺃﻱ ﻋﺎﻣﻞ ﻳﺘﻘﺎﺿﻰ ﺃﺟﺮﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺟﻨﺴﻪ‏) ﻭ ﺍﻧﻤﺎ ﺑﺮﺟﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺧﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﺴﻼﺕ ﺍﻟﺘﺎﻓﻬﺔ, ﻭ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻙ ﻭ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ.
ﻭ ﺃﻥ ﺃﺧﻼﻗﻬﻦ ﻻ ﺗﻘﺎﺱ ﺑﻤﺪﻯ ﺍﻧﻘﻴﺎﺩﻫﻦ ﻭ ﺗﺬﻟﻠﻬﻦ ﻭ ﺗﺒﻌﻴﺘﻬﻦ ﻟﺬﻛﻮﺭ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ ﻭ ﺍﻧﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻻﻧﺼﺎﻑ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻮﻟﻬﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻟﻬﻦ ﻭ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺑﻘﺪﺭﻩ, ﻭ ﺃﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻭ ﻟﻠﺰﻭﺝ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭ ﺍﻷﻭﻻﺩ ‏( ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﻢ‏) ﻟﻴﺲ ﺗﻔﻮﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻂ ﻭ ﺍﻻﺫﻻﻝ ﻭ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﻭ ﺍﻟﺴﺤﻖ ﻭ ﺍﻧﻤﺎ ﺍﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ
ﻟﻠﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭ ﺍﻟﻤﻐﺮﻡ ﻭ ﺗﻮﻟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺴﺎﺑﺔ ﻭ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺗﺮﺍﺗﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ و ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ , ﻭ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻻ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺟﻮﺭ ﻳﺮﻓﻀﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ.
ﻭ ﺃﻥ ﺍﺭﺗﺪﺍﺀﻫﺎ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻟﻴﺲ ﺻﻮﻧﺎ ﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻷﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺃﻭ ﺍﻻﺧﻮﺓ ﻭ ﺍﻧﻤﺎ ﻋﻤﻼ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻻﻫﻲ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ .
ﻭ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻣﻴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻣﻠﻬﺎﺓ ﻷﻱ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﻔﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﺣﻔﻈﺎ ﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭ ﺍﻧﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﻳﺨﺺ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ ﻭ ﺍﻋﺘﺰﺍﺯﻫﺎ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭ ﻣﺎ ﺧﺼﻬﺎ ﺑﻪ ﺭﺑﻬﺎ , ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻓﻜﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﺷﺮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺑﺄﺧﻼﻗﻪ ﻫﻮ, ﻛﻤﺎ ﺑﺠﺴﺪﻩ ﻫﻮ ,
ﻭ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺣﺪﻩ.
ﻭ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﻔﺎﺀﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﺍﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺏ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻭ ﺍﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻭﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﻭﺭﺑﻴﺔ ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﺳﻢ
ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻭ ﺗﻌﺒﺖ ﻭ ﺃﻋﻄﺖ ﻭ ﺭﺑﺖ ﻭ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻪ ﻓﻮﺭ اﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻠﻘﺐ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻟﻤﺒﺮﺭ ﻣﺠﻬﻮﻝ , ﺃﻭ ﻣﺎ ﺟﺪ ﻣﻦ ﺗﺴﺨﻴﺮ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺿﻴﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻬﺎ ﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺮﻕ ﻭ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﻱ ﻃﻮﻋﺎ .
ﻭ ﺍﻥ ﺍﺣﺘﻔﺎﺀﻫﺎ ﺏ 8 ﻣﺎﺭﺱ ﻛﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﺨﻠﺪ ﺫﻛﺮﻯ ﻧﻀﺎﻝ ﻧﺴﺎﺀ ﻋﻈﻴﻤﺎﺕ ﺳﺒﻘﻨﻬﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ "ﺍﻟﺤﻔﺎﻓﺎﺕ " ﻭ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﻭ ﻣﺴﺎﺣﻴﻖ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﻭ ﺃﻣﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﺰ ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺑﻜﺔ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﺭﺕ ﺗﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺎﻣﺘﻬﺎ " ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ " ﺗﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ !
ﺗﺒﺪﺃ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﺎﻋﺘﻨﺎ ﻭ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻧﺜﻰ , ﻣﻦ ﺳﻜﻮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻭ ﺭﺿﺎﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ , ﻣﻦ ﻋﻘﺪﺓ ﺍﻟﻨﻘﺺ اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﺖ ﺃﻥ ﺗﺘﻄﺒﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺃﻧﺸﻂ ﻋﻨﺼﺮ ﺣﺎﻣﻞ ﻭ ﻣﺮﻭﺝ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻠﻎ ﻗﻤﺔ ﺗﺠﻠﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭ ﺗﻔﺮﻗﺘﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﻣﺎ ﺗﻐﺮﺳﻪ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﺑﺬﻛﻮﺭﻫﺎ ﻭ ﺍﻧﺎﺛﻬﺎ ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺍ , ﻣﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﺦ ﻭ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻭ ﺣﺼﺮﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﺑﺪﻝ ﺳﻄﻮﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭ
ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ , ﻣﻦ ﺗﻌﺸﻴﺸﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮ ﻭ ﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﺔ ﺑﺪﻝ ﺗﺘﺒﻊ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ .. ﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﺭﺙ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺨﻠﻒ ﻭ ﺟﻬﻞ ﻭ ﺗﻘﻬﻘﺮ ﻭ ﻇﻼﻡ
ﻟﻦ ﻳﺠﻠﻮﻩ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ

بقلم آسية قوادري


الأربعاء، 28 يناير 2015

المواطَنة .. une convention .. و فقط

المواطَنة .. une convention .. و فقط
عرف النظام الجديد المواطنة على أنها صفة يكتسبها الإنسان تلقائيا بمجرد أن يولد في قطعة أرض معينة و بين حدود دولة معينة. ليصير مُجبرا على حُبِ تلك البلاد سواء أعطته أم لم تعطه، ليصير تلقائيا مجبرا على الوقوف مع مبادئ هذا البلد، حب هذا البلد و تمجيد تاريخه،  مجبرا على العطاء له سواء أحبه أم لا. لكن الإسلام تبنى نظاما و تعريفا آخرا لمفهوم المواطنة.
الأرض، أو مكان الميلاد لم يكن أبدا شرطا للإنتماء أو الحصولِ على الجنسية في دولة الإسلام.   الإسلام حدد شرطا واحدا للأمر، شرط يكون للإنسان فيه اختيار و هو عقيدته. كلُ شخص اعتنق الإسلام له الحق في أن يكون مواطنا في دولة الإسلام، له الحق في السكن و العمل فيها و حتى تقلُد مناصب سيادية في الدولة مثل منصب الرئيس، و ان لم يولد فيها عكسَ غير المسلمين، فهم نعم لهم كلُ الحقوق في العيش الكريم من سكن، و عمل و الإمتلاك و حتى تقلد مناصب عليا في الدولة، لكن من المستحيل أن يسمح لهم بتقلد المناصب السيادية ليسَ استهانة بهم أو انتقاصا من قدراتهم أو حتى اهانة لمعتقدهم. بل فقط لأن أولا الدولة في الإسلام لا تعرف المواطنة كما تُعرف الآن بأنها مكتسب بمكان الميلاد، بل هي مكتسب باختيار عقيدتك. و ثانيا لأن الدولة في الإسلام تستمدُ تشريعاتها من القرآن و السنة، و هو أمر من المستحيل على من لا يعتقد بهما أن يكون مثلا رئيسا لبلد كهذا.
نفسُ الأمر يُطبق في زماننا الآن مع تغيير طفيف في تعريف مفهوم المواطنة. فالمواطن الآن هو كلُ شخص يولد في قطعة أرض ما. فأي شخص يولد خارج قطعة الأرض هذه تسقط عنه هذه الصفة فلا يصير مواطنا. كلُ مواطن له الحق في العمل، السكن و تقلد كل المناصب في الدولة، أما غير المواطنين فلهم الحق في السكن و العمل و الإمتلاك مثلهم مثل المواطنين لكن ليس لهم الحق في تقلد مناصب سيادية في الدولة مثل رئيس الجمهورية ..
 لنفرض مثلا أن أحدهم ولد في الجزائر و غادرها لما كان رضيعا. هذا الشخص سيكون  له الحق في أن يصير رئيسا للجمهورية و لو لم يزر الجزائر  بعد مغادرته لها في حياته عكس الذي ولد خارج الجزائر و جاء و عاش فيها هنا كلَ حياته منذ أن كان رضيعا. هو ليس مواطنا جزائريا.  
الكثيرونَ يرفضون منطِق الإسلام في الأمر، يقولون كيف لشخص وٌلدَ في مكان ما أن لا تكون له حقوق مثل شخص آخر ولد في نفس المكان. ربما في كلامهم جزء من الحق لأنهم يبنون أحكامهم على ما نعتبره صحيحا أو خاطئا في الزمن الحالي من الأمور التي قررها علينا النظام الجديد، و ليس هكذا يتمُ الحكم على هذه الأمور. يستطيع أحدهم أن يقول لهم ببساطة و من أعطى لكم الحقَ في أن تحصروا انتماء الإنسان بين حدود لم يخترها هو.  بل و إجبارِه أخلاقيا على حبها و العمل من أجل تلك الحدود و لو غادرها. لا أظننا سنصلُ يوما إلى نظام اختيار مواطن يرضي الجميع، لكن على الأقل نُحاول أن نصل إلى نظام لا يُفرق بين البشر.
نحنُ إن اتفقنا على إلزامية وجود هذا الكيان الذي نسميه دولة. يجبُ علينا أن نتفق على أن هذه الدولة أن تُقرر شرط الإنتماء لها. ستختلفُ هذه الشروط من شخص لآخر قد يقول أحدهم أن كلَ الناس البيض هم المواطنون، قد يقول آخر أن المواطنين هم أبناء العائلة الفلانية أو العرش الفلاني .. أو  كما هو الوضع حاليا، سيقول الأغلبية من الناس أن الشرط هو ان تولد في تلك الأرض..رغم أن كلَ هذه الشروط لا تعطي للإنسان الحرية في اختياه فلا هو اختار لون بشرته و لا نسبه و لا مكان ميلاده.. أو سنحاول إيجاد صيغة أخى أو تعريف آخر يحدد الأجدر بالمواطنة بأمر للإنسان فيه اختيار، مثل الفكر، القدرة على العطاء و البناء و هذا ما أرى أن الإسلام قد حدده فالإعتقاد بالإسلام لا يعني أن تصلي و تصوم و تحج و فقط، هو أكثر من هذا. المسلم مطالب بالتفكير و العمل و التدبر و البحث، و هذا بأوامر إلاهية صريحة في القرآن.
رغم أن الأمر من المستحيل أن يُرضي الجميع، إلا أنه ربما الأقربُ للتطبيق و المنطق، أو على الأقل هو ان سيٌفرق بين الناس، فسيفرق بينهم بأمر هم اختاروه و ليسَ بأمر خارج عن ارادتهم ..
أخيرا، و على الرغم من اعترافي بأنني لم أصل إلى الفهم الكامل لكلا النظامين إلا أنني أستطيع القول أن النظام الإسلامي و إن كان لي بعض المشاكل مع قبول بعض المفاهيم الحالية له بخصوص اختيار المواطنين، أستطيع القول أني أرى أنه أقربُ للصواب و الأفضل من ناحية عدم ظلم الناس عكس النظام الحالي الذي لستُ مقتنعا بتعريفه للوطن من الأصل. فالوطن بالنسبة لي ليسَ مجردَ قطعة أرض أعطيها و لا تعطي لي. الوطن هو ذلك المكان الذي يوفر لي الحياة الكريمة و الحرية .. الفكرية خاصة. سواء ولدتُ فيه أم لم أولد، الوطن أنا أختاره و لا يختارني.  

إضافة : كلا النظامين يتعامل مع غير المواطنين بنفس الطريقة، لهم الحق في العيش في ذلك البلد و العمل و الدراسة و الإمتلاك فيه .. و ليس لهم الحق في تقلد مناصب حساسة في الدولة.

ملاحظة: الموضوع ليسَ له علاقة لا بكرة القدم، و لا النظام، و لا الشيتة و لا غيرها ..

الجمعة، 2 يناير 2015

لا ليس بدعة



ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺗﻜﻠﻔﻨﺎ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﻋﻦ ﻣﻴﻼﺩ , ﻧﺸﺄﺓ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ , ﺗﺨﺘﺎﺭ ﺍﻓﻀﻠﻬﺎ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﻭ ﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﺑﻘﺮﺍﺀﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﻔﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ , ﻧﻌﻢ ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻴﻢ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻗﺒﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺩﻭﺍﻡ ﻳﻮﻡ 11 ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻻﻭﻝ , ﻓﻨﺰﻳﻦ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺸﻤﻮﻉ ﻭﻧﻌﻄﺮﻩ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻌﻨﺒﺮ , ﻭﻋﻘﺐ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻤﻠﺨﺺ ﻳﺪﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎﺧﻼﻗﻪ , ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﻭﻫﺪﻳﻪ , ﺗﺸﺪﻭ ﺍﺻﻮﺍﺗﻨﺎ ﺍﺣﻠﻰ ﺍﻻﻧﺎﺷﻴﺪ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻳﺪﻕ ﺍﻟﺠﺮﺱ ﻣﻌﻠﻨﺎ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﻔﻞ ﺧﺎﺭﺟﺎ .
ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺣﻠﻴﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﺍﻟﻤﺤﻀﺮﺓ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻟﻬﺪﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ..ﻧﺴﺘﻌﺪ ﺑﺎﻟﺘﺰﻳﻦ ﻭﻟﺒﺲ ﺍﺟﻤﻞ ﻣﺎﻟﺪﻳﻨﺎ.. ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﺴﺘﺎﺩﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻨﺎ ﻛﻲ تسمح ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻲ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻻﺻﺪﻗﺎﺀ , ﻭﻟﻼﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﺘﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻟﺪﻱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﻃﺒﺎﻕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ,ﻓﻴﺴﻬﻞ ﺍﻗﻨﺎﻋﻬﺎ ﺍﻥ ﻭﻋﺪﻧﺎﻫﺎ ﺍﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺒﺘﻌﺪ ﻭﻟﻦ ﻧﻮﺳﺦ ﺛﻴﺎﺑﻨﺎ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﻣﺔ" ﺍﻟﺤﻲ" ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻡ ﻭﺳﺎﻕ ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺒﺪﺍ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺑﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ , ﻓﻔﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻳﺤﻀﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﻔﺮﻗﻌﺎﺕ ﻳﺪﻭﻳﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻧﺒﻮﺏ ﻧﺤﺎﺳﻲ ﻭﺍﻋﻮﺍﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﺏ ,ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺤﻀﺮ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﻃﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ... ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﻠﺒﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﺍﺳﻄﻮﺍﻧﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﺍﺣﺪﺍﺙ ﺛﻘﻮﺏ ﻓﻲ ﻗﻌﺮﻫﺎ ﻭﺗﻠﻒ ﺑﺴﻠﻚ ﻣﻌﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﻘﺒﺾ.. ﻧﻀﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻭﺳﻂ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻭﺣﻴﻦ ﻧﺸﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻧﻤﺴﻜﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﺾ ﻭﻧﺮﻛﺾ ﺑﻬﺎ ﻛﻲ ﺗﺸﺘﻌﻞ ﺍﻛﺜﺮ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻭﺗﻨﺘﺸﺮ .... ﻛﺪﻟﻚ ﻛﻨﺎ ﻧﺼﻨﻊ ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻋﻼﻫﺎ , ﻧﻔﺘﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺑﺎ ﺟﺎﻧﺒﻴﺎ ﻭﻧﺮﻛﺐ ﻟﻬﺎ ﻣﻘﺒﻀﺎ ﻣﻌﺪﻧﻴﺎ .. ﺛﻢ ﻧﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﺳﻔﻠﻬﺎ ﺻﺤﻨﺎ ﺯﺟﺎﺟﻴﺎ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻧﺜﺒﺖ ﺑﻪ ﺷﻤﻌﺔ .. ﻭﺗﺮﻯ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﺑﻤﺼﺒﺎﺣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻬﺮﺓ .
ﺍﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺭﻧﺎ ﺩﺍﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﻓﺎﺧﺘﺮﻧﺎ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻤﺎﺭﺗﻴﻦ ﻭﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﻨﻀﻴﻔﻬﺎ
ﻭﻓﺮﺷﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﻮﺭﻕ.. ﺛﻢ ﺍﺣﻀﺮﺕ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻭﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﻠﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻗﺮﺭﻧﺎ ﺍﻥ ﻧﺒﺪﺍ ﺣﻔﻠﺘﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻻﻃﺒﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﺭﺍﺕ ﻭﺣﺪﻩ ﺟﺎﺭﻧﺎ ﻋﻤﻲ ﺑﻦ ﺟﺪﻭ" ﺷﻴﺦ ﻃﺎﻋﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﻭﺣﻴﺪﺍ.." ﻭﺣﺪﻩ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺴﻦ ﻃﺒﻖ ﻓﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺪﻳﻘﻪ ﻃﺒﺨﻬﺎ , ﻭﻛﻨﺖ ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻳﻦ ﻳﻀﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻻﻛﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻠﻌﻘﺔ ﺷﺨﺸﻮﺧﺔ , ﻭﺍﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﻴﻠﺘﻠﻲ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﻘﺮﻃﻔﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺮﺷﺘﺔ ﻭﺍﻟﻜﺴﻜﺴﻲ ...
ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﻋﺸﺎﺀﻧﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻭﻧﻬﺮﻉ ﺍﻟﻰ ﺣﻔﻠﺘﻨﺎ
ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ... ﻓﻬﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻭﻣﺎﺩﺍﻣﺖ ﺍﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﺠﺎﺭﺍﺕ ﻻﺯﻝ ﻣﻦ ﺣﻘﻨﺎ ﺍﻟﺴﻬﺮ ...ﺑﻌﺪ ﺍﺿﺎﺀﺓ ﺍﻟﺸﻤﻮﻉ ﻭﺗﺰﻳﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎﺭﻋﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﻳﺒﺪﺍ ﺍﻟﺠﺪﺍﻝ ﺑﺎﻱ ﺍﻏﻨﻴﺔ ﻧﺒﺪﺍ ﻭﻣﺘﻰ ﻧﻮﺯﻉ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ .. ﻓﻘﺪ ﺍﺻﻴﺐ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻔﻠﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻭﺭﺍﺣﻮ
ﻳﺨﻴﻔﻮﻧﻨﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﻓﻘﻌﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻃﻠﺒﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻥ ﻳﺒﺘﻌﺪﻭ ﻳﺸﺘﺮﻃﻮﻥ ﺍﻥ ﻧﻌﻄﻴﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ..
ﺣﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻨﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺠﺪﺓ .. ﺣﺰﻧﺎ ﻻﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻜﻤﻞ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺎﺕ ﻟﻜﻦ ﺩﻫﺐ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻣﻊ ﺑﻨﺎﺕ ﻋﻤﺎﺕ ﻭﺍﻋﻤﺎﻣﻨﺎ .. ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺠﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﻭﺗﻀﻊ ﻃﺒﻖ ﺍﻟﺤﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻠﻤﺔ ﻭﺗﻨﺘﻈﺮ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺩﻭﺭﻫﺎ ..ﻟﺘﺰﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻐﻨﻲ "ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻓﺮﺣﻨﺎ ﺑﻴﻪ ..ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺎ ﻋﺎﺷﻘﻴﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ "...
http://www.youtube.com/watch?
v=Z_nYOLRoBKs
ﻓﻲ ﻫﺪﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺍﺑﺎﺅﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ , ﺍﻭ ﻳﺤﻀﺮﻭﻥ ﺣﻔﻼ ﺩﻳﻨﻴﺎ ﺳﺎﻫﺮﺍ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ.. ﻫﻜﺪﺍ ﻛﻨﺎ ﻧﻤﻀﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻮﻟﺪ ﺳﻴﺪ ﺍﻻﻧﺎﻡ.. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻧﺤﻀﺮ ﻃﺒﻖ ﺍﻟﺰﺭﻳﺮﺓ ﺍﻭ ﺍﻟﻄﻤﻴﻨﺔ " ﺍﻟﺪﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ" ﺍللذان ﻳﺤﻀﺮﺍﻥ ﺣﻴﻦ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻋﺪﺩ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭﻳﺰﺩﺍﻥ ﻓﺮﺍﺷﻬﻢ ﺑﻄﻔﻞ ﺍﻭ ﻃﻔﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
ﻫﻜذﺍ ﻧﺤﺘﻔﻞ ﺑﻤﻮﻟﺪ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻟﻜﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻣﻤﻴﺰﺓ ..

Posted via Blogaway

الاثنين، 15 ديسمبر 2014

خطوة خطوة


خطوة خطوة نتقدم نحو فأس، خطوة خطوة نمسكه، خطوة خطوة نحمله، خطوة خطوة ننهال ضربا، لكن على ماذا؟
ثقافتنا العربية حتى لا اقول عقلنا العربي لان العقل يطلق عادة على حالة النشاط والفاعلية عكس ثقافتنا الكسولة الارتكاسية النكوصية، أقول ثقافتنا العربية هي ثقافة الاصنام المنتصبة في عقر عقولنا، جعلت من أي محاولة لمواكبة السيرورة التاريخية محض تقمص لدور أسياسي بموهبة ضعيفة وأليات هشة، بات الفرد العربي يعاني من انفصام حاد في الشخصية فتارة تميل كفة الانحناء امام هالة الاصنام وتارة اخرى تميل كفة الانبهار والذهول من الاخر بما يخلفه الانبهار في لحظته الاولى من تقليد اعمى، اما المثقف فهو فرد خوّاف من أن يقول ما يراوده كما يراوده، يفضل أن يبقى تحت الظل حتى لا يلاقي ما لاقاه غيره ممن صرحوا بمخاوفهم فالسياسة تمسك بطرف الحبل والخطاب الديني يمسك بالطرف الاخر وقد لفاه مسبقا برقبته وكلما تحدث اكثر كلما شدا الحبل اكثر. الامر ليس بالسهل هو اشبه بالثورة بالمعنى الذي عالجته حنة ارندت في كتابها "الثورة" فعل خلاق مزلزل للطبقات المؤسسة الاولى لثقفاتنا سيقع الكثير من شهداء الفكر في سبيلها لكنها واجبة حتى نبدأ المسير
اذن خطوة خطوة نتقدم نحو فأس، خطوة خطوة نمسكه، خطوة خطوة نحمله، خطوة خطوة ننهال ضربا، لكن على ماذا؟ على: أصنامنا ...

رؤيا في النصف الفارغ/تأويل في النصف الملآن



قصيدة كتبت قبل أشهر قليلة من استشهاد البوعزيزي رحمه الله وشاء القدر أن تتحق الرؤيا و يصدق التأويل و يكون محمد الغلام الذي يشق حجاب الظلمة
إلى روح محمد البوعزيزي


        رؤيا في النصف الفارغ من كأس الغيب/

حَقْلٌ
وَ تَشمَخُ فِيهِ بَعضُ سَنَابلٍ يَبسَتْ
عُيونُ صَبيَّةٍ
مِلْءَ المَدَى تَبكِي
غُلامٌ طَاعِنٌ فِي الصَّبْرِ يَلْتحِفُ الدُّعَاءْ

جُبٌّ
عَلَى أَوْجاعِهِ خَتَمَتْ خُيُوطُ العَنْكبُوتِ
و أَعْرضَتِ  المَسَالكُ عَنْ مُلُوحَتِهِ
غُرَابٌ أَسوَدُ الأحْلامِ
يَزْرعُ فِي عُيُونِ الجُبِّ أَعْشَاشًا
يَبِيضُ ..فَتفْقسُ الأحْقادُ أَغْرِبَةً
تَضِيقُ الأرْضُ عَنهَا و السَّمَاءْ

جُبٌّ
و شَعبٌ كَاملٌ فِي الجُبِّ
مَا مَلَّ انتِظَارَ الدَّلْوِ
مَرَّتْ أَلفُ قَافِلةٍ و لَمْ تُلْقِ الدِّلاءْ
و الجُوعُ قَدَّ قَمِيصَ نَخوَتهِ
لا !!!
الجُوعُ مَا قَدَّ القَميصَ
و إِنَّمَا ما قَدَّهُ غَيرُ الجِياعِ الخَانِعينَ
و فِتْيَةٍ عَنْ أَلفِ ثَأرٍ قَاعدِينَ
قَدِ استَطَابُوا النَّومَ فِي ظِلِّ الأمَانِي و الغِنَاءْ
و قَطِيعُ أَبقَارٍ عِجَافٍ
إِثْرَهَا أَلْفٌ عِجَافٌ..
خَانَهَا عُشْبٌ و مَاءْ
تَخمَتْ ذِئَابُ الحَيِّ مِنْ لَحمِ القَطيعِ
و لَمْ يُعَلَّقْ فِي الرِّمَاحِ قَميصُ حَقٍّ أَو رِيَاءْ

طَلَلٌ
و فَوْقهُ شَاعرٌ
يَجْتَرُّ نَكْبَةَ قَومِهِ مُتَغَنِّيًا بِالخَيْلِ و البَيدَاءْ
و شُوَيْعِرٌ يَهْذِي
بِنَهدٍ نَافرٍ/طَرْفٍ كَحِيلٍ/غُصْنِ بَانٍ يَنْثنِي غَنَجًا..
و شَعْرُورٌ
بِأضْغاثِ الحَدَاثةِ بَاتَ يَهذِي
يُعَزِّي بَعْضهُ بَعْضًا بِجَهلِ السَّامِعينَ
و نَكبَةِ الشُّعرَاءِ في الزَّمَنِ الخَوَاءْ

صَنَمٌ
و أَعْنَاقٌ تُنَكَّسُ دُونَهُ
يَتَصَارَعُ الإذْعَانُ فِيهَا و الإبَاءْ

قَبْرٌ
و مِشْنقَةٌ تُغَازِلُ كُلَّ عُنْقٍ
قَدْ تُفكِّرُ في مُعَانَقةِ السَّمَاءْ

لَيْلٌ
يُحَاصِرُ أُفْقَ مِئذَنةٍ
و قَدْ بُحَّتْ حَنَاجِرُهَا و ما انقَطَعَ النِّدَاءْ

  
/تأويل في النصف الملآن

سَيَكونُ لَيْلٌ دَامِسٌ في أَرضِ يَعْرُبَ أَلْفَ ذُلٍّ أو يَزِيدْ
سَيكُونُ لَيْلا أَسوَدَ الأقْمَارِ
يَعْبثُ في رُؤَى الجَوْعَى
فَيُطعِمَهمْ ثِمَارَ العِزَّةِ القَعْسَاءِ
يَسقِيهمْ خُمُورَ الفَخْرِ بالأجْدادِ و المَجْدِ التَّلِيدْ
وتَتُوهُ أَنْجُمُهُ..
و لا رَاعٍ لِيُورِدَهَا مَخابِئَهَا و يُخْلِي الأفْقَ لِلفَجرِ الجَدِيدْ   

يَتَنافَسُ الفُقهَاءُ في جَلْدِ السُّكَارَى
- من نَبيذِ العِزَّةِ القَعسَاءِ و المَجدِ التَّليدِ -  عَلَى
المَنَابِرِ بالمَوَاعظِ في التَّصبُّرِ
و التَّعفُّفِ و القَناعَةِ بالمَقادِرِ
في جَزاءِ الصَّابِرينَ
و جَنَّةِ المُستَضعفِينَ المُعدَمينَ
و يُحْكِمُ الدِّينارُ تَكمِيمَ اللّحَى
عنْ وَصفِ ما يَلقَى المُجاهِدُ و الشَّهِيدْ
و تُدَبَّجُ الخُطَبُ الطَّويلَةُ عن وَلِيِّ الأمْرِ
عنْ حُكمِ الكِلابِ الخَارجِينَ
و ما أُعِدَّ لَهمْ مِنَ الخِزيِ المُحتَّمِ و الوَعِيدْ

الخَوفُ يَغْدُو سَقفَ أَفئِدةٍ
فَيحْجِب عن مَرَاياهَا شُعَاعَ الحَقِّ يَلمَعُ في البَعِيدْ

***

و يَوْمًا..
سَيُشرِقُ ذَاكَ الغُلامُ عَلَى ظُلمَةِ الجُبِّ
يَغفُو على حَافَّةِ المَوتِ إِلا قَليلاً
يُدَثِّرُهٌ الحُزنُ و القَهرُ
يَكْحلُ بالدَّمعِ جَفْنَيهِ
حَتَّى إِذَا مِنْ أَسىً بَلغَ الفِطْمَ 
قَامَ يُعَفِّرُ بالطِّينِ وَجْهَ الزَّمانِ الظَّلومِ
و يَخْضِبُ بالدَّمِّ صَدْرَ العِدَا

و يَحثُو التُّرابَ على
أَرْؤسِ العَاكِفينَ على الذُّلِ
يَهدمُ أَصنَامَ خَوفٍ بَنوهَا
فَصَارتْ لأَروَاحهمْ مَعبَدَا
و يُوقدُ في أَنفسِ الخَائِفينَ العَزِيمةَ
يَضرِبُ لِلحقِّ في رُوحِهمْ مَوعِدَا

يَشقُّ حِجابَ اللَّيالِي
و يَقرعُ نَاقُوسَ ثَأرٍ قَديمٍ
تَردُّ عَليهِ أُلُوفُ نَواقِيسهمْ بِالصَّدَى

سَيَقْطِفُ من أَعينِ الشَّمسِ فَجرًا
لِيسرِجَ لِلمتعَبينَ الجِهَاتِ
و يُسكبَ للظَّامِئينَ المَدَى
سَيخلَعُ قُضبَانَ كُلِّ الزَنازِنِ
مِنهَا يَمدُّ جَسورًا تَردُّ النِهايَةَ للمُبتَدَا



 رياض بوحجيلة